بقلم الدكتورة الصيدلانية ديانا إيزاك BCPS, BC-ADM, CDCES, FADCES
الجلوكوز هو سكر في مجرى الدم. وهو هرمون يتم إنشاؤه في خلايا بيتا في البنكرياس، ويعمل كمفتاح للسماح بدخول الجلوكوز إلى الخلايا للتخزين والطاقة. يحتاج الجسم إلى الجلوكوز للحصول على الطاقة ، ولكن الكثير من الجلوكوز يمكن أن يتسبب في تلف أعضاء الجسم بمرور الوقت. بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري ، فإنهم إما لا يملكون كمية كافية من الهرمون المخفض لمستوى الجلوكوز أو أن هناك مستويات أعلى لنسبة السكر في الدم.
وفقًا لجمعية السكري الأمريكية ، فإن أهداف معظم الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري هي نسبة 80-130 ملغ / سكر الدم في الصباح قبل تناول الفطور وكذلك بين الوجبات, و بعد تناول الوجبة الأخيرة بـ 4 ساعات. من الطبيعي أن يرتفع سكر الدم بعد الأكل. الهدف هو الحفاظ عليه أقل من 180 ملغ / ديسيلتربعد ساعة إلى ساعتين من تناول الوجبة ، وهو الوقت الذي يُتوقع فيه ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى الذروة بعد تناول الطعام. يمكن تعديل هذه الأهداف اعتمادًا على الاحتياجات الفردية للشخص أو بناءً على هبوط نسبة السكر في الدم.
عندما ينخفض مستوى السكر في الدم عن 70 ملغ / ديسيلتر ، فإن هذا يسمَّى هبوط سكر الدم أو نقص السكر في الدم. عندما يكون أعلى من 180 ملغ / ديسيلتر ، فإن هذا يسمى ارتفاع سكر الدم أو ارتفاع السكر في الدم. يُستخدم مصطلح قياس آخر يسمى "الوقت في النطاق" لوصف النسبة المئوية لقراءات السكر التي تتراوح بين 70-180 ملغ / ديسيلتر. الفكرة هي أن المزيد من الوقت في النطاق يعني مستوى أكثر ثباتاً لنسبة السكر في الدم مع الهبوطات و الارتفاعات . نوصي بحقيق وقت في نطاق 70٪ أو أكثر لمعظم الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 1 والنوع 2 (الذين يستهدفون A1C أقل من 7٪).أما بالنسبة للأشخاص الأكبر سنًا أو المعرضين لأعلى درجة من الخطورة الذين يعانون من هبوط مستويات السكر في الدم ولديهم هدف A1C أقل من 8٪ ، فإن الوقت المستهدف في النطاق هو 50٪.
أهداف سكر الدم لمعظم مرضى السكري.
يمكن تعديل هذه الأهداف اعتمادًا على الاحتياجات الفردية للفرد أو خطر هبوط نسبة السكر في الدم.
يعد إنتاج الشخص الكثير من الهرمون المخفض للجلوكوز أو تناول الكثير من الأدوية من مسببات هبوط نسبة السكر في الدم. تعتبر نسبة السكر في الدم بين 54-69 ملغ / ديسيلتر من المستوى الأول و تشمل الأعراض النموذجية لهبوط نسبة السكر في الدم ما يلي:
قد يشعر بعض الأشخاص بالأعراض حينما يكون معدل السكر في الدم أعلى من 70 ملغ / ديسيلتر بينما لا يشعرآخرون بالأعراض حتى تنخفض المستويات. المستوى 2 من هبوط السكر في الدم عندما تكون نسبة السكر الدم أقل من 54 ملغ / ديسيلتر. يمكن أن يؤدي هذا إلى أعراض أكثر حدة تشمل ما يلي، الارتباك ، السلوك غير الطبيعي، عدم وضوح الرؤية، لأن الدماغ في هذه المرحلة قد لا يعمل نتيجة لعدم حصوله على ما يكفي من الجلوكوز. عندما ينخفض مستوى السكر بشكل كبير ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى سقوط الشخص أو إصابته بنوبات أو إغماء. يحدث نقص السكر في الدم من المستوى 3 عندما لا يستطيع الشخص التفكير بوضوح أو ربما يكون قد فقد وعيه ويحتاج إلى مساعدة شخص آخرولا توجد قيم معينة لنسبة الغلوكوز لتحديد هذه الحالة.
عندما لا يحصل الشخص على القدر الكافي من الهرمون المخفض للجلوكوز أو الأدوية المعوّضة عنه، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم أو ارتفاع سكر الدم. هناك العديد من أسباب ارتفاع السكر في الدم بما في ذلك مرض السكري غير المعالج مثل عدم تناول الأدوية الكافية وتناول الكثير من الكربوهيدرات وقلة النشاط البدني وزيادة الوزن والعوامل الوراثية.
تشمل الأعراض النموذجية لارتفاع نسبة السكر في الدم ما يلي:
يمكن أن يشعر بأعراض أخرى شديدة تشمل القيء والارتباك وضيق في التنفس وحتى الغيبوبة.
تتعارض بعض الأعراض بين هبوط السكر في الدم وارتفاعه، مثل عدم وضوح الرؤية والشعوربالنعاس. لذلك من المهم فحص نسبة السكر في الدم قبل العلاج.
يمكن علاج هبوط نسبة السكر في الدم بالكربوهيدرات سريعة المفعول الموجودة في العصير أو الصودا العادية أو الحلوى الصلبة (و ليس الشوكولا) أو أقراص الجلوكوز. الكثير من الناس يسألون لماذا ليس الشوكولا ؟ لأنها تحتوي على الدهون التي بإمكانها أن تبطء عملية امتصاص الكربوهيدرات و بالتالي تحتاج وقتًا أطول لتعافي لسكر الدم و العودة للحالة العادية. يستغرق ارتفاع نسبة السكر في الدم 15 دقيقة. وفي حال قيام شخص ما باستخدام الأدوية التي تؤخذ عن طريق الحقن، من المهم عدم تناول أي أدوية تؤخذ عن طريق الحقن مع علاج الجلوكوز. إذا كان معدل السكر في الدم لا يزال أقل من 70 ملغ / ديسيلتر خلال 15 دقيقة فيمكن تكرار تناول الجلوكوز. يجب على الشخص الاستمرار في تناول وجبة كاملة أو وجبة خفيفة تحتوي على بروتين مثل نصف ساندويتش أو زبدة الفول السوداني والمقرمشات بمجرد أن يزيد سكر الدم عن 70 ملغ / ديسيلتر. إذا كان الشخص يعاني من فقدان الوعي أو عدم قدرته على تناول الطعام أو السوائل ، فيمكن استخدام الغلوكاجون كعلاج طارئ يتوفر إما على شكل حقنة أو بخاخ أنف. الغلوكاجون يجب أن يعطى بناء على وصفة طبية للأشخاص الذين يعانون من هبوط سكر الدم.
تكمن صعوبة علاج ارتفاع نسبة السكر في الدم لحاجته وقتاً أطول لعودة نسبة السكر للدم للمعدل الطبيعي. تتضمن بعض الاستراتيجيات كشرب الكثير من الماء أو المشروبات الخالية من السكر. ممارسة الرياضة و خاصةً المشي طريقة رائعة لخفض نسبة السكر في الدم المرتفعة ، ولكن يجب توخي الحذر عند ممارسة الرياضة بشكل مكثف عند ارتفاع نسبة السكر في الدم لأنها يمكن أن تزيد من مستويات الارتفاع. يملك الأشخاص الذين يتناولون الهرمون المخفض للجلوكوز إضافةً إلى التمارين والسوائل خيار أخذ جرعة تصحيحية لخفض نسبة السكر في الدم. يجب أخذ الحذرعند أخذ حقن الهرمون المخفض للجلوكوز مع تناول وجبة لأن الهرمون المخفض للجلوكوز يمكن أن يستمر في العمل في الجسم لعدة ساعات وقد يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم. من المهم التحدث مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك لتحديد الأفضل بالنسبة لك لعلاج ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم.
إذا كانت مستويات السكر في الدم مرتفعة أو منخفضة باستمرار ، فقد يتمكن فريق الرعاية الصحية الخاص بك من تقديم حلول إضافية مثل تعديل خطة الوجبة أو روتين النشاط البدني أو تعديل نظام الأدوية الخاص بك.
مراقبة نسبة السكر في الدم تساعد على تحديد ما إذا كان الغلكوز في معدلاته الطبيعية مما يساعد على تقليل الأعراض المزعجة لارتفاع وانخفاض نسبة السكر في الدم و تجنب المضاعفات الناجمة عن مرض السكري على المدى الطويل .لذلك الجيد معرفة أن النتائج في معدلاتها أم لا. ببساطة إنها معلوماتٌ تُستخدم لمساعدتك في معرفة ما يعمل بشكل جيد وتحديد مجالات التحسّن في إدارة مرض السكري لديك.
إنَّ مراقبة نسبة السكر في الدم من الأمور الأساسية لأن اختبارات A1C تُجرى كل 3 إلى 6 أشهر فقط وتعكس المتوسط. لذلك من الصعب متابعة قراءات سكر الدم المرتفعة والمنخفضة باستمرار و هذه هي قيمة وقوة مراقبة نسبة السكر في الدم التي تكمن في عدد المرات التي تقوم فيها بفحص نسبة السكر في الدم التي يتم تحديدها من قِبَلك و من قِبَل فريق الرعاية الصحية الخاص بك.
بشكل عام، يجب على الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول أو الذين يأخذون عدة حقن يومية أو يستخدمون حقن الدواء العلاجي المستمر تحت الجلد، فحص سكر الدم بشكل متكرر قبل جميع الوجبات بما في ذلك الوجبات الخفيفة ، وقت النوم ، قبل التمرين ، قبل أداء المهام الحرجة مثل القيادة أو في أي وقت قد يشتبهون فيه بانخفاض نسبة السكر في الدم بما في ذلك بعد علاج هبوط سكر الدم حتى يعود معدل سكر الدم إلى 70 ملغ / ديسيلتر أو أعلى. يمكن أن تصل عدد الاختبارات إلى 6-10 مرات في اليوم ، أو يمكن إجراؤها تلقائيًا من خلال المراقبة المستمرة للجلوكوز (CGM). بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 الذين لا يتناولون الأدوية التي تؤخذ عن طريق الحقن أو أنهم يتناولون فقط الأدوية التي تؤخذ عن طريق الحقن مرة واحدة يوميًا ، يمكن أن تساعد مراقبة نسبة السكر في الدم عند تعديل خطة الوجبة أو النشاط البدني أو الأدوية. على سبيل المثال قد يقوم الشخص المصاب بداء السكري من النوع 2 بفحصه مرة أو مرتين يوميًا بالتناوب قبل وجبات الطعام وقبل النوم ، بالرغم من أن بعض الأشخاص يفضَّلون إجراء الاختبار كثيرا.
البدء بفحص مستويات السكر في الدم قبل وجبات الطعام لمعرفة ما إذا كنت تحقق أهدافك هي من إحدى الاستراتيجيات في مراقبة الجلوكوز. بمجرد وصول القراءات قبل الوجبة إلى الهدف ، يمكنك فحص نسبة السكر في الدم قبل الوجبة و بعدها من 1إلى 2 ساعة لمعرفة مدى تأثير الطعام بشكل مباشر على مستوى السكر في الدم - وهذا ما يسمى بالقراءات المزدوجة ويمكن تجربتها مع وجبات مختلفة وعند تقديم أنشطة جديدة.
نتائج الاختبارات وحدها لن تكون كافية ما لم تقم بالقيام بالإجراءات اللازمة . لذلك ، من المهم مشاركة المعلومات مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك والاجتماع بانتظام مع أخصائي رعاية مرض السكري و طبيبك لمعرفة كيفية اتخاذ الإجراءات اللازمة وتحسين الوقت الذي تقضيه في النطاق الطبيعي.
هناك 42 عاملاً تؤثر على نسبة السكر في الدم تختلف نسبة استجابة الأشخاص لها. على سبيل المثال ، قد يؤدي فنجان من القهوة السوداء بدون سكر أو حليب إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم لدى شخص ما بينما قد لا يؤثى على آخرين. لمعرفة كيف تستجيب بشكل فردي ، تحقق من نسبة السكر في الدم قبل وأثناء وبعد الاستهلاك. مثال آخر هو النشاط البدني. بالنسبة للعديد من الأشخاص ، فإن التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي تساعد على انخفاض نسبة السكر في الدم ، ولكن تأثيرها ضئيل بالنسبة للبعض بينما التمارين عالية الشدة مثل الجري تؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم لدى البعض و ربما قد يؤدي إلى ارتفاعه عند البعض الآخر. كما يؤثر الزمن الذي تقضيه في النهار ومستوى اللياقة البدنية الذي تتمتع به والتدريب ومقدار النوم الذي حصلت عليه في الليلة السابقة على معدلات نسبة السكر في الدم لذلك يعد تتبع البيانات الناتجة عن مراقبة نسبة السكر في الدم (BGM) طريقة قيمة للتعرف أكثر على وضعك الصحي.
مراجع:
1 جمعية مرض السكري الأمريكية: أهداف نسبة السكر في الدم: معايير الرعاية الطبية في مرض السكري - رعاية مرضى السكري الصادرة عام 2 2020 ؛ 43 (ملحق 1): S66-S76
2 كليفلاند كلينك https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9815-hyperglycemia-high-blood-sugar
آخر تحديث بتاريخ 31 آب لعام 2020
3 باتيلينو ت و داني ت و برغنستال ر م ات ال . الأهداف السريرية لتفسير بيانات المراقبة المستمرة للجلوكوز: توصيات من الإجماع الدولي على الوقت في النطاق. تم نشر رعاية مرضى السكري على الإنترنت في 8 يونيو 2019
4 https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/hyperglycemia/symptoms-causes/syc-20373631
آخر وصول في 9 سبتمبر لعام 2020
5 استبيان بإجماع من قبل مواطني الولابات المتحدة الأمريكية و رابطة أطباء الغدد الصم السريرية و الكُلِّية الأمريكية للغدد الصم دراسة حول الملخص التنفيذي الشامل من النوع 2 لإدارة مرض السكري - 2020. ممارسة الغدد الصم مجلد رقم 26بتاريخ 1 يناير لعام 2020.
6 https://diatribe.org/42factors
آخر وصول بتاريخ 25 أغسطس لعام 2020
US-POR-2000011
